للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال رجل: يا رسول الله! إنه يعجبني أن يكون ثوبي غسيلاً، ورأسي دهيناً، وشراك نعلي جديداً - وذكر أشياء حتى ذكر علاقة سوطه - فمن الكبر ذاك يا رسول الله؟

قال: "لا؛ ذاكَ الْجَمالُ، إِنَّ اللهَ عز وجل [جَمِيلٌ] يُحِبُّ الْجَمالَ، وَلَكِنَّ الكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الحَقَّ وَازْدَرى النَّاسَ" (١).

فإصلاح البزة إذا خلا من هذا المرض الباطني - وهو سفه الحق، وازدراء الناس والخيلاء - لا يناقض الصلاح، فإذا وجد العبد من نفسه شيئاً من ذلك كان إصلاح قلبه بإيثار الخلق والدون، أو ما مر بإصلاح ظاهره كما سبق عن مالك بن دينار، وحناذ القلاء رحمهما الله تعالى.

ولقد قال عيسى بن مريم عليهما السلام: جَودة الثياب من خيلاء القلب. رواه أبو نعيم عن ابن شوذب (٢).

وروى الأصبهاني في " الترغيب " عن علي بن يزيد بن جدعان قال: رأى علَيَّ سعيد بن المسيب جبة خز، فقال لي: إنك لجيد الجبة!

قلت: وما تغني وقد أفسدها عليَّ أبو عبد الله سالم بن عبد الله؟

قال: أصلح قلبك، والبس ما شئت (٣).


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٣٩٩) واللفظ له، ومسلم (٩١).
(٢) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء " (٦/ ١٣٠).
(٣) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>