للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا الحديث يحتمل معنيين:

الأول: أن المهدي قد يكون قبل استخلافه مقارفاً لبعض ما عليه الناس، ثم يصلحه الله تعالى في ليلة فيكون من الصالحين كما أصلح الله تعالى عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه حين استخلف، وكان قبل ذلك متنعماً بما عليه أبناء الخلافة والنعمة.

والثاني: أن المراد: يصلحه الله تعالى للخلافة، ويعرفه بما يحتاج إليه من سياسة الرعية ونحوها في ليلة واحدة.

والحاصل: أن الله تعالى يصلحه ويصلح به كما روى أبو نعيم الأصبهاني في "الأربعين" التي جمعها في المهدي عن حذيفة رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "وَيْحَ هَذهِ الأُمَّةَ مِنْ مُلوكٍ جَبابِرَةٍ كَيفَ يَقْتُلُونَ وَيَحيفونَ الْمُطِيعينَ إِلاَّ مَنْ أَظْهَرَ طاعَتَهُمْ، فَالْمُؤْمِنُ التَّقِيُّ يُصانِعُهُمْ بِلِسانِهِ وَيَفِرُّ مِنْهُمْ بِقَلْبِهِ، وإِذا أَرادَ اللهُ تَعالَى أَنْ يُعِيدَ الإِسْلامَ عَزِيزاً قَصَمَ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَهُوَ القادِرُ على ما يَشاءُ أَنْ يُصْلِحَ الأُمَّةَ بَعدَ فَسادِها.

يا حُذَيفَةُ! لَوْ لَمْ يَبقَ مِنَ الدُّنيا إِلاَّ يَومٌ واحِدٌ لَطَوَّلَ اللهُ ذَلِكَ اليَومَ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِيَ، تَجْري الْمَلاحِمُ على يَدَيْهِ، وَيُظْهِرُ الإِسْلامَ؛ لا يُخْلِفُ وَعْدَهُ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ" (١).


(١) انظر: "عقد الدرر في أخبار المنتظر" للسلمي (ص: ١٣٢)، و"الحاوي للفتاوى" للسيوطي (٢/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>