للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: قد سبق أن الأرض تبكي على الصالح أربعين يوماً والملك العادل، والمؤمن الشجاع، والجواد من أخيار الصالحين، وأما العالم التقي فهو شهيد أو صديق، وهما من أخص الصالحين.

وفي حديث أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "مَنْ غَدا يُرِيدُ العِلْمَ لا يَتَعَلَّمُهُ إِلاَّ لِلَّهِ فَتَحَ اللهُ لَهُ باباً إِلَى الْجَنَّةِ، وَفَرَشَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَكْنافَها، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ مَلائِكَةُ السَّماواتِ وَحِيتانُ البَحْرِ، وَلِلْعالِمِ مِنَ الفَضْلِ على العابِدِ كَالقَمَرِ لَيلَةَ البَدْرِ على أَصْغَرِ كَوْكَبٍ فِي السَّماءِ، وَالعُلَماءُ وَرَثَةُ الأَنْبِياءِ؛ إِنَّ الأَنْبِياءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِيناراً وَلا دِرْهَماً، وَلَكِنَّهُمْ وَرَّثوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظِّهِ، وَمَوْتُ العالِمِ مُصِيبَةٌ لا تُجْبَرُ، وَثُلْمَةٌ لا تُسَدُّ، وَهُوَ نَجْمٌ طُمِسَ، مَوْتُ قَبِيلَةٍ أَيْسَرُ مِنْ مَوتِ عالِمٍ"، رواه البيهقي (١).

وهو عند أبي داود، والترمذي، وابن ماجه، وابن حبان في "صحيحه " دون قول: " وَمَوت العالِمِ ... " إلى آخره (٢).

وروى البزار عن عائشة رضي الله تعالى عنها، وابن لال في "مكارم الأخلاق " عن ابن عمر، وجابر رضي الله تعالى عنهم قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَوْتُ العالِمِ ثُلْمَةٌ فِي الإِسْلامِ لا تُسَدُّ ما اخْتَلَفَ


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٦٩٩).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>