للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَهُوَ مِثْلُهُ". رواه الطبراني من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - (١).

وروى أبو منصور الديلمي في "مسند الفردوس" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ أَعْجَبَهُ سَمْتُ رَجُلٍ فَهُوَ مِثْلُهُ" (٢).

وَلِمَا ذكرناه من أن التشبه بالقوم يدل على محبتهم، ويفصح عن مودتهم، قال جماعة - منهم: الحارث بن أسد المحاسبي، وأبو محمد سهل بن عبد الله التستري، وأبو علي الرُّوذَباري، وأبو القاسم القشيري رحمهم الله تعالى -: إن المحبة هي الموافقة، وذلك لأن الإنسان إذا أحب أحداً أحب سائر أوصافه وأفعاله وأخلاقه، وإذا أحبها دعاه حبُّها إلى التخلق والاتصاف بها، ومهما تحلى بها أو اتصف فقد وافق ذلك المتصف بها فيها، وكل إنسان فينه محب لأوصاف نفسه، كَلِفٌ بها، فإذا ادعيت محبته لا تقوم شواهد صدقك عنده إلا بمحبتك لأوصافه وخلائقه، وكل ما ينسب إليه، ولا تتحقق منك المحبة لأوصافه وخلائقه إلا إذا رآك تحليت بها، واخترت الاتصاف بها (٣).


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٩٢٢). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٩١): وفيه عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك.
(٢) ورواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع" (١/ ١٥٦)، وفيه يزيد بن عياض بن جعدبة، قال الذهبي في "المغني في الضعفاء" (٢/ ٧٢٥): قال النسائي وغيره: متروك.
(٣) انظر: "التعرف لمذهب أهل التصوف" للكلاباذي (ص: ١٠٩)، و"الرسالة القشيرية" للقشيري (ص: ٢٨) و (ص: ٣٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>