للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذاكَ ما ضَرَّهُ وَلا نالَ مِنْه ... نَقْصُ أَعْمالِهِ وَلَوْ سارَ زَحْفا

وقال ابن عطاء الله الإسكندري في "حِكَمه": إذا فتح لك وجهة من التعرف فلا تبال معها أن قل عملك؛ فإنه ما فتحها [لك] إلا وهو يريد بأن يتعرف إليك؛ [ألم تعلم] أن التعرف هو مورده عليك، والأعمال أنت مهديها إليه، وأين ما تهديه إليه مما هو مورده عليك (١)؟

وقال الجد رضي الله تعالى عنه في "نظم الدرر اللوامع": [من الرجز]

وَصاحِبُ العِرْفانِ لا يُبالِي ... إِذا ابْتُلِيْ بِقِلَّةِ الأَعْمالِ

وما أحسنَ قولَه: إذا ابتلي، فعد قلة الأعمال بلاءً من العارف، والبلاء ليس له إلا الصبر، وصبر العارف على هذا البلاء هو أن يحمل نفسه على فضائل الأعمال وما كان يعتاده من الأوراد، ويصبر على ذلك، وحينئذ يصلح للقدوة كما في كلام الروذباري رحمه الله تعالى.

والدليل عليه من كتاب الله تعالى قوله عز وجل: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: ٢٤].


(١) انظر: "الحكم العطائية" لابن عطاء الله (ص: ٢٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>