كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

فصل - فائدة خامسة وتسعون - ج: 3 - ص: 200

نلقنه، فيقبل كل ما لقَّناه من سبحان الله، والحمد لله، فإذا جاءت: لا الله إلا الله أبى، فقلنا له: ما رأينا من خلق الله أحدًا كان أخشى لله منك، فنلقنك فتلقن، حتى إذا جاءت: لا الله إلا الله أبيت؟

قال: إنه حيل بيني وبينها؟ قتلت نفسًا في شبيبتي (١).

وروى عبد الرزاق، والبيهقي عن جندب البجلي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنِ اسْتَطاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يَحُولَ بَينَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ مِلْءُ كَفٍّ مِنْ دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ أَنْ يُهْرِقَهُ؛ كُلَّما تَعَرَّضَ لِبابٍ مِنْ أَبوابِ الْجَنَّةِ حالَ بَينَهُ وَبَينَهُ" (٢).

وروى الإِمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خمس لَيسَ لَهُنَّ كَفارةٌ: الشِّرْكُ باللهِ، وَقَتْلُ النفسِ بِغَيْرٍ حَقٍّ، وَبهتُ مُؤْمِنٍ، وَالفِرارُ مِنَ الزَّحْفِ، وَيمِينٌ صابِرَة يَقْتَطِعُ بِها مالًا بِغَيرِ حَق" (٣).

والإساءة المحبطة للأعمال ارتكاب كبيرة والإصرار عليها إلى الممات، وبذلك يخرج العبد من عداد الصالحين في الدنيا والآخرة.

ومن اللطائف: ما رواه أبو نعيم عن أبي أحمد يحيى بن الحسين

---

(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥٣٦٢).
(٢) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٥٣٥٠) وقال: الصحيح موقوف، وأصل الحديث في البخاري (٦٧٣٣).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٣٦١). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٠٣): فيه بقية، وهو مدلس، وقد عنعنه.