للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي المعنى قيل: [من الوافر]

أُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلَسْتُ مِنْهُمْ ... لَعَلِّي أَنْ أَنالَ بِهِمْ شَفاعَة

وروى أبو الحسن بن جهضم عن محمَّد بن [حسان] (١) قال: سمعت الفضيل بن عياض وجلس إليه سفيان بن عيينة، فتكلم الفضيل بكلام، فقال فيما تكلم: كنتم معشرَ العلماء سُرُجَ البلاد يستضاء بكم، فصرتم ظلمة، وكنتم نجومًا يهتدى بكم، فصرتم حيرة، لم لا يستحي أحدكم يأخذ من مال هؤلاء وقد علم من أين هو، حتى بسند ظهره ويقول: حدثني فلان عن فلان، وحدثنا فلان عن فلان.

فرفع سفيان رأسه وكان مطأطئه، فقال: هاه! هاه! والله لئِن كنا لسنا صالحين فإنا نحب الصالحين.

قال: فأسكت الفضيل، وطلب إليه سفيان فحدثنا بثلاثين حديثا (٢).

وروى ابن الجوزي في "صفة الصفوة" عن عبد الله بن أبي زكريا الدمشقي أنه كان يقول: لو خيرت أن أعمر مئة سنة في طاعة الله، أو أن أقبض في يومي هذا أو في ساعتي هذه، لاخترت أن أقبض في يومي هذا أو ساعتي هذه شوقًا إلى الله، وإلى رسوله، وإلى


(١) بياض في "أ"، و"ت"، والمثبت من مصدر التخريج.
(٢) ورواه الجرجاني في "الأمالي الخميسية" (٢/ ٤٣٥)، والسلفي في "الطيوريات" (٣/ ٢٩٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>