للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقسم المنتفعين بالذكرى إلى قسمين: على ذي قلب يتذكر به ما عليه، ومستمع شهد القلب ما يسمعه؛ فالواعظ والمستمع إذا كانا من أهل القلوب تمت سعادتهما.

وقد قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: إن الكلام إذا خرج من القلب دخل القلب (١).

قال مجاهد في قوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}؛ قال: لا يحدث نفسه بغيره؛ أي بغير ما يسمعه، وهو شهيد؛ أي: شاهد بالقلب؛ أي: لما سمعه. رواه ابن جرير (٢).

وقال محمَّد بن كعب في الآية: يستمع وقلبه شاهد، لا يكون قلبه مكاناً آخر. رواه ابن المنذر (٣).

ففي الآية دليل على أن قصص القرآن لا ينتفع به إلا ذوو القلوب، وأولو الألباب من قارئ ومستمع، ومن قرأ بلسانه، وقلبه غافل عن تدبر ما يقرأه، أو يسمع بأذنه، وقلبه غافل عما يسمعه فهو لما أن [ .... ] (٤) بما قرأ أو سمع أقرب من أن ينتفع.

ومثل ذلك قوله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} [الحاقة: ١١]؛


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٢٨٨) ولفظه: لا ينفع القلب إلا ما خرج من القلب.
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (٢٦/ ١٧٨).
(٣) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٧/ ٦٠٩).
(٤) كلمة غير واضحة في "م".

<<  <  ج: ص:  >  >>