للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى مثله سعيد بن منصور عن محمَّد بن كعب، وابن جرير عن عكرمة، والضحاك (١).

وروى الطبراني عن أبي أمامة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يَا أيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا هُمَا نَجْدَانِ؛ نَجْدُ خَيْرٍ، وَنَجْدُ شَرٍّ؛ فَمَا جَعَلَ نَجْدَ الشَّرِّ أَحَبَّ إِليْكُمْ مِنْ نَجْدِ الخَيْرِ؟ " (٢).

وروى ابن مردويه عن أبي هريرة نحوه، إلا أنه قال: "فَلا يَكُنْ نَجْدُ الشَّرِّ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ نَجْدِ الْخَيْرِ" (٣).

فَنَجْدُ الْخَيْرِ هُوَ طَرِيْقُ الأَبْرارِ وَالأَخْيارِ، وَنَجْدُ الشَّر هُوَ طَرِيْقُ الْفُجَّارِ وَالأَشْرارِ.

فأي طريق سلكهُ العبد أتى منه إلى منازل أهله، وكان معهم كما في حديث يزيد بن مرثد.

ثمَّ إنَّ من تمام سلوك الأبرار أن يتبرأ السالك عليه من الحول والقوة؛ فإن عمل البر سلوك في طلب، والتبري من الحول والقوة وصول إلى


(١) عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٥٢١) إلى سعيد بن منصور عن محمَّد ابن كعب، ورواه الطبري في "التفسير" (٣٠/ ٢٠٠) عن عكرمة، وعن الضحاك.
(٢) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (٨٠٢٠). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٢٥٦): رواه الطبراني من حديث فضال -بن الزبير- وهو ضعيف.
(٣) كذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٥٢٢) إلى ابن مردويه، وكذا رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (٤٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>