وقال تعالى:{أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ}[ص: ٢٨]، فقابل المتقين بالفجار الذين هم بخلاف الأبرار.
وروى عبد الله ابن الإِمام أحمد في "زوائد الزهد" عن المغيرة قال: كان عبد الرحمن بن أبي نعم يفطر في رمضان مرتين، وكنا إذا قلنا لعبد الرحمن بن أبي نعم: كيف أنت يا أبا الحكم؟ يقول: إن نكن أبراراً فكرام أتقياء، وإن نكن فجاراً فلئام أشقياء (١).
وقد تبين بذلك أن طلب اللحاق بالأبرار لا يكون بمجرد التمني مجديًا ما لم يتشبه العبد بهم في التقوى والعمل الصالح؛ ألا ترى أن الله أثنى على الطالبين للوفاة مع الأبرار في الآية السابقة بالذكر والفكر والدعاء، ثم قال:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}[آل عمران: ١٩٥].
ثم بين أن الأبرار هم المتقون بقوله:{لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ}[آل عمران: ١٩٨].
وروى أبو نعيم عن ثور بن يزيد قال: قرأت في التوراة: إنَّ الزُّناة والسُّراق إذا سمعوا بثواب الله للأبرار، طمعوا أن يكونوا معهم بلا نَصَب