للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: ٥ - ٦].

قال قتاده في قوله: {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}: لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدمًا قدمًا إلا من عصم الله. رواه ابن جرير (١).

وقال ابن عباس: يقدم الذنب ويؤخر التوبة. رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "الأمل"، والبيهقي في "الشعب" (٢).

وروى ابن جرير عنه أنه قال: {لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ}؛ يعني: الأمل، يقول: أعمل ثم أتوب (٣).

وهذا حال أكثر الناس إلا من عصمه الله تعالى، فيقدم [نية المعصية والعمل السيئ، ويؤخر] (٤) نية البر والعمل الصالح، كما قال تعالى حكايته عن يوسف عليه السلام: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي} [يوسف: ٥٣].

فطول الأمل للعمل الصالح والاستكثار من البر والخير محمود من صفة الأبرار، وطول الأمل لمتابعة الهوى وتحصيل شهوات الدنيا والاستكثار من الأغراض العاجلة مذموم من صفة الفجار.


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢٩/ ١٧٧) عن قتادة، عن الحسن.
(٢) رواه ابن أبي الدنيا في كتاب "قصر الأمل" (ص: ١٤٠)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (١٠٦٧٣).
(٣) رواه الطبري في "التفسير" (٢٩/ ١٧٧).
(٤) زيادة من المحقق.

<<  <  ج: ص:  >  >>