فقد أخبر سبحانه نبيه - صلى الله عليه وسلم -وهو أبو الأبرار، وخير الأخيار- أنه إنْ مال إلى أهواء الفجار تخلى عنه فلا يقيه، ولا ينصره ولا يواليه، وإنما خاطب بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - وإن كان المراد بمثل ذلك غيره من الأمة؛ لأن ذلك أبلغ في زجر الأمة عن متابعة الفجار، وإنما يقع التعميم في الوعيد بين الأخيار والأشرار إذا وَقَّرَ الأخيار الأشرار، وعظموهم، ومالوا إليهم، لأنهم تساووا حينئذ في الظلم المستتبع للعذاب؛ لأن الميل إلى الظالم وتوقيره محبة لظلمه، ورضى به، والراضي بالظلم ظالم كما قال الله تعالى في الآية الأخرى:{وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ}[البقرة: ١٤٥].
وقال تعالى:{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}[هود: ١١٣].
روى ابن جرير عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنه قال في الآية: