للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى أبو داود عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما -: أنه قال: يا رسول الله! أخبرني عن الجهاد والغزو، فقال: "يَا عَبْدَ اللهِ! إِنْ قَاتَلْتَ صَابِرًا مُحْتَسِبًا بَعَثَكَ اللهُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، وَإِنْ قَاتَلْتَ مُرائِيَا مُكَاثِرًا بَعَثَكَ اللهُ مُرائِيًا مُكَاثِرًا، يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو! عَلى أَيِّ حَالٍ قَاتَلْتَ، أَوْ قُتِلْتَ، بَعَثَكَ اللهُ عَلى تِلْكَ الحَالْ" (١).

وروى هو، والنسائي، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت رجلًا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا شَيْءَ لَهُ"، فأعادها ثلاث مراتٍ يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا شَيْءَ لَهُ" ثم قال: "إِنَّ اللهَ لا يَقْبَلُ مِنَ العَبْدِ إِلا مَا كَانَ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ" (٢).

وحكى الغزالي رحمه الله تعالى في "منهاج العابدين" عن أحمد بن أرقم البلخي رحمه الله -وكان من الصالحين- أنه قال: نازعتني نفسي بالخروج إلى الغزو، فقلت: سبحان الله! إن الله تعالى يقول: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: ٥٣]، وهذه تأمرني بالخير، لا يكون هذا أبدًا، ولكنها استوحشت فتريد لقاء الناس، فتتريح إليهم، ويتسامع الناس بها، فيستقبلونها بالتعظيم والبر والإكرام.


= (١٦٤٦)، والنسائي (٣١٣٦)، وابن ماجه (٢٧٨٣).
(١) رواه أبو داود (٢٥١٩).
(٢) رواه النسائي (٣١٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>