للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَنْ حازَ العِلمَ وذاكَرَهُ ... صَلَحَتْ دُنْيَاهُ وآخِرَتُهْ

فَأَدِمْ للعِلم مُذَاكَرةً ... فَحَياةُ الْعِلْمِ مُذَاْكَرَتُهْ (١)

وعلى قوله: "صلحت دنياه وآخرَته" فمن صلاح دنياه: رفعته في الخلق بحيث يُوَقَّرُ ويحترمُ ولا يستذلُّ.

وقد روى مسلم، وابن ماجه عن أبي الطُّفيل: أنَّ نافع بن عبد الحارث لقي عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بِعُسْفَانَ - وكان عمر استعملهُ على مكة -، فقال عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ فقال: استخلفت عليهم ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال: رجلٌ من موالينا، قال عمر: فاستخلفت عليهم مولى؟ قال: إنهُ قارِئٌ لكتاب الله تعالى، عالم بالفرائض، قاضٍ، قال عمر: أما إنَّ نبيَّكم - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِيْنَ" (٢).

وروى الدينوري عن أبي العالية رحمه الله تعالى قال: كنتُ آتي ابنَ عباسٍ - رضي الله عنهما - وقريش حولهُ، فيأخذ بيدي، فيجلسني معه على السرير، فتغامزَتْ لي قُريش، ففطِنَ لها ابن عباس، فقال: هكذا هذا العلم؛ يزيدُ الشريف شرفًا، ويجلس المملوك على الأسِرَّة.


(١) البيتان في "فتح المغيث" للسخاوي (٢/ ٣٨٢) دون نسبة.
(٢) رواه مسلم (٨١٧)، وابن ماجه (٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>