للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويتعين على العالم أن [يتقي الله] في عليه، ولا يرائي به ولا يعجب، ولا يريد من الناس من أن يقبلوا عليه ما لا يقبلون على غيره [ ... ] في عليه، ولا يتشقشق بعلمه ويتنفق في كلامه ليَسْبي به قلوب الناس.

فقد روى أبو داود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَعَلَّمَ صَرْفَ الْكَلامِ لِيَسْبِيَ بِهِ قُلُوبَ الرِّجالِ أَوِ النَّاسِ، لَمْ يَقْبَلِ اللهُ مِنْهُ يَومَ القِيامَةِ صَرْفاً وَلا عَدْلاً" (١).

وروى عبد الرزاق عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: كيف بكم إذا لبستكم فتنة يربو فيها الصغير، ويَهْرَم فيها الكبير، فتتخذ سنة؛ فإن غَيَّرْت يومًا قيل: هذا منكر.

قيل: ومتى ذلك؟

قال: إذا قَلَّتْ أمناؤكم وكثرت أمراؤكم، وقلَّت فقهاؤكم وكثرت قراؤكم، وتُفُقِّهَ لغير الدين، وتُعُلِّمَ العلمُ لغير العمل، والْتُمِسَتِ الدنيا بعمل الآخرة (٢).

وروى البزار بسند جيد، والطبراني في "الأوسط" عن عمر بن


(١) رواه أبو داود (٥٠٠٦). قال المنذري في "الترغيب والترهيب" (١/ ٦٧): يشبه أن يكون فيه انقطاع، فإن الضحاك بن شرحبيل ذكره البخاري وابن أبي حاتم، ولم يذكروا له رواية عن الصحابة، والله أعلم.
(٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٢٠٧٤٢)، وكذا ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٧١٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>