للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى خير ولا يكون إلا مع هذه، وفي الحقيقة [ ... ] ابتلي الناس في زمان يغلبه الجهل عليهم وشدة الجرأة فيهم، وفسق العلماء منهم فليس بعد بينتهم بينة، ولا بعد رزيتهم رزية.

وقد روى الحاكم في "تاريخه" عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما، والديلمي عن معاذ رضي الله تعالى عنهم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "سَيَأْتِي على النَّاسِ زَمانٌ لا يَبْقَى مِنَ القُرْآنِ إِلاَّ رَسْمُهُ، وَلا مِنَ الإِسْلامِ إِلاَّ اسْمُهُ، يَتَسَمَّوْنَ بِهِ وَهُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ، مَساجِدُهُمْ عامِرَةٌ وَهِيَ [خَرابٌ مِنَ الْهُدى]، فُقَهاءُ ذَلِكَ الزَّمانِ شَرُّ فُقَهاء تَحْتَ ظِلِّ السَّماءِ، مِنْهُمْ خَرَجَتِ الفِتْنَةُ وَإلَيْهِمْ تَعُودُ" (١).

وخرجه ابن [عدي في "الكامل"]، والدارمي في "السنن" من حديث علي رضي الله تعالى عنه موقوفاً عليه بنحوه، وقال: علماؤهم (٢).

وأخرجه البيهقي في "الشعب" مرفوعاً (٣).

وروى الديلمي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "شَرُّ النَّاسِ فاسِقٌ قَرَأَ كِتابَ اللهِ، وَتَفَقَّهَ فِي دِينِ اللهِ، [ثُمَّ] بَذَلَ نَفْسَهُ لِفاجِرٍ؛ إِذا نَشَطَ تَفَكَّهَ بِقِراءَتِهِ وَمُحادَثَتِهِ، فَيَطْبَعُ اللهُ على قَلْبِ


(١) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٣٤٤٨) عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه -.
(٢) رواه ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٤/ ٢٢٧) موقوفاً.
(٣) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٩٠٨)، وكذا ابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٤/ ٢٢٧) وأعله بعبد الله بن دُكين، ونقل عن ابن معين قوله: عبد الله بن دُكين ليس بشيء.

<<  <  ج: ص:  >  >>