للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تمنَّوا وتمنَّوا، فلما فاتهم ذلك جَدُّوا (١)؛ أي: فلما علموا أن ذلك الذي تمنوه فاتهم وأن التمني لم ينفعهم، بل لا ينفعهم بعد؛ إذ ما خلقوا إلا للاجتهاد في الطاعة، اجتهدوا فيها.

كما روى الإِمام أحمد في "الزهد"، وغيره أنَّ أبا بكر - رضي الله عنه - كان يصوم الصيف، ويفطر الشتاء (٢).

وروى عبد الله ابنه في "زوائده" عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: كان أبو بكر - رضي الله عنه - لا يلتفت في صلاته (٣).

وعن أنس - رضي الله عنه - أنه سمع عمر - رضي الله عنه - وهو في حائط وبينه وبينه جدار، وهو يقول: عمر أمير المؤمنين! بخٍ بخٍ! والله بني الخطاب لتتقين الله، أو ليعذبنك (٤).

وعن يحيى بن جعدة رحمه الله قال: قال عمر - رضي الله عنه -: لولا ثلاث لأحببت أن كون قد لقيت الله عز وجل: لولا أني أضع جبهتي لله عز وجل، أو أجلس في مجالس ينتقى فيها طيب الكلام كما ينتقى فيها طيب الثمر، أو أن أسير


(١) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٨٢)، وابن أبي الدنيا في "المتمنين" (ص: ٦٠).
(٢) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: ١١٢).
(٣) رواه عبد الله ابن الإِمام أحمد في "فضائل الصحابة" (١/ ٢٠٧)، وكذا رواه البخاري (٦٥٢).
(٤) رواه الإِمام أحمد في "الزهد" (ص: ١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>