للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرَّحِيْمِ كُتِبَ عِنْدَ اللهِ مِنَ الصِّدِيْقِيْنَ، وَخَفَّفَ عَنْ وَالِدَيْهِ العَذَابَ وإنْ كَانَا مُشْرِكَيْنِ". رواه الخطيب بنحوه، وقال: "إجلالًا أن يدرس (١) " (٢).

قلت: لقد فاز بهذه الفضيلة بشر بن الحارث الحافي، وكان - رضي الله عنه - من سادات الأبرار، وأخيار الصديقين، كما ذكر الأستاذ أبو القاسم القشيري.

ورواه بإسناده أبو الفرج بن الجوزي في "صفة الصفوة" عن أيوب العطار قال: قال لي بشر بن الحارث: أحدثك عن بدء أمري: بينما أنا أمشي رأيت قرطاسًا عَلى وجه الأرض فيه اسم الله تعالى، فنزلت إلى النهر، فغسلته، وكنت لا أملك من الدنيا إلا درهمًا فيه خمسة دوانيق، فاشتريت بأربعة دوانيق مسكاً، وبدانق ماء ورد، وجعلت أتتبع اسم الله تعالى وأطيبه، ثم رجعت إلى منزلي فنمت، وأتاني آت في منامي فقال: يا بشر! لأطيبن اسمك كما طيبت اسمي، وكما طهرته لأطهرنَّ قلبك (٣).

وروى الأستاذ أبو القاسم القشيري عن بشر بن الحارث الحافي رحمه الله قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال لي: يا بشر! تدري لمَ رفعك الله من بين أقرانك؟ قلت: لا يا رسول الله، قال: باتباعك سنتي، وحرمتك للصالحين، ونصيحتك لإخوانك، ومحبتك لأصحابك وأهل


(١) في "تالي تلخيص المتشابه": "يداس".
(٢) رواه الخطيب البغدادي في "تالي تلخيص المتشابه" (٢/ ٤٥٨). قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (٥/ ٢٢٧): هذا غير صحيح.
(٣) رواه ابن الجوزي في "صفة الصفوة" (٢/ ٣٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>