للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مِنَ الْكِتَابِ}: الاسم الذي إذا دُعيَ الله به أجاب، وهو: يا ذا الجلال والإكرام (١).

وروى ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الزهريّ قال: دعا الذي عنده علم من الكتاب: يا إلهنا إله كل شيء، إلها واحدًا لا إله إلا أنت! ائتني بعرشها، قال: فمَثُل له بين يديه (٢).

والمراد بإيراد ذلك هنا: أن من ثمرة الصديقية الاختصاص بالأسرار الإلهية، والمعارف الربانية، والتصرف بالأسماء العظيمة، واستجابة الدعوة؛ لأنهم لا يتصرفون بها إلا في خير، خصوصا في النصيحة، ونفع المسلمين.

ولا يلزم من ذلك أن لا يستجاب إلا لصديق، فقد يستجاب لغيره من باب الرفق بالضعيف، أو الإملاء للفاجر، بل قد يُعطى الفاسق التصرف بالاسم الأعظم لفتنته وتمام شقوته، كما أعطيه بلعام الذي قص الله تعالى علينا من أمره ما قَصَّ بقوله تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا} [الأعراف: ١٧٥].

قال كعب رحمه الله تعالى: كان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي


(١) رواه الطبري في "التفسير" (١٩/ ١٦٣)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٢٨٨٦).
(٢) رواه الطبري في "التفسير" (١٩/ ١٦٣)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (٩/ ٢٨٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>