للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- من بَلَدِي أو عَصري أو جار أو صديق أو قريب - معذور إذا أحسن الظن بهم وعاشرهم حتى يعلم بأحوالهم، فإذا علم من حال أحد منهم ما يخالف الدين والسنة تعين عليه مفارقته، وإلا كان ظالماً.

وإنما رتَّب الله تعالى الظلم في الآية على اتباع أهوائهم؛ لأنهم قد ثبت ظلمهم، ومتابعة الهوى دليل المحبة، والمرء مع من أحب، ومحبة أهل المعصية معصية، كما أن بغضهم طاعة، وكما أن الحب في الله خلق كريم من أخلاق الصالحين، فكذلك البغض في الله.

وقد روى الإمام أحمد عن البراء، والحافظ أبو بكر الخرائطي في "مكارم الأخلاق" عن ابن مسعود قالا رضي الله تعالى عنهما: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَوْثَقُ عُرىْ الإِسْلامِ الْحُبُّ فِيْ اللهِ، وَالْبُغْضُ فِيْ اللهِ" (١).

وروى أبو حفص بن شاهين، وأبو منصور الديلمي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تَقَرَّبُوْا إِلَىْ اللهِ بِبُغْضِ أَهْلِ الْمَعَاصِيْ، وَالْقَوْهُمْ بِوُجُوْهٍ مُكْفَهِرَّة، وَالْتَمِسُوْا رِضَىْ اللهِ بِسَخَطِهِمْ، وَتَقَرَّبُوْا إِلَىْ اللهِ بِالتَّباعُدِ مِنْهُمْ" (٢).


(١) رواه الامام أحمد في "المسند" (٤/ ٢٨٦)، والخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: ١٦٨). قال العراقي في "تخريج أحاديث الإحياء" (٢/ ١٥٩): رواه الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب وفيه ليث بن أبي سليم مختلف فيه، والخرائطي من حديث ابن مسعود بسند ضعيف.
(٢) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٢٣٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>