للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى قال: إن لكل شيء طرفين ووسطاً؛ فإذا أمسك بأحد الطرفين مال الآخر، وإذ أمسك بالوسط اعتدل الطرفان؛ فعليكم بالأوساط من الأشياء (١).

وروى العسكري عن الأوزاعي رحمه الله تعالى قال: ما من أَمْرٍ أَمَرَ الله تعالى به إلا عارض الشيطان فيه بخصلتين لا يبالي أيها أصاب؛ الغلو، والتقصير (٢).

وروى أبو نعيم عن إسحاق بن سويد قال: تعبَّدَ عبد الله بن مُطرِّف، فقال له أبوه: أي عبد الله! العلم أفضل من العمل، والسيئة بين الحسنتين، وشر السير (٣) الحقحقة.

قال أبو نعيم: كذا قال: السيئة بين الحسنتين، وقد قيل: الحسنة بين السيئتين؛ يعني: ترك الغلو والتقصير (٤).

والحقحقة: أرفع السير، وأتعبه للظهر، أو اللجاج في السير، أو أن يلح في السير حتى تعطب راحلته، أو تنقطع.

والمعروف من أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأكثر أصحابه، وأفاضل السلف من التابعين ممن بعدهم الاعتدال في الطاعة، وهذا عين طريق السابقين؛


(١) رواه أبو يعلى في "المسند" (٦١١٥).
(٢) كذا عزاه السخاوي في "المقاصد الحسنة" (ص: ٣٣٢) إلى العسكري.
(٣) في "حلية الأولياء": "الشيئين" بدل "السير".
(٤) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ٢٠٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>