للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: ٨ - ١٠].

قال سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه -: الناس على ثلاث منازل، قد مضت منزلتان، وبقيت منزلة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذه المنزلة التي بقيت، ثم قرأ: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} الآية.

ثم قال: هؤلاء المهاجرين، وهذه منزلة وقد مضت.

ثم قرأ: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الآية.

ثم قال: هؤلاء الأنصار وهذه منزلة وقد مضت.

ثم قرأ: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ}.

فقد مضت هاتان المنزلتان، وبقيت هذه المنزلة، فأحسن ما أنتم كائنون عليه أن تكونوا بهذا المنزلة. رواه الحاكم وصححه، وغيره (١).

وفي قوله: {وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا}؛ أي: من السابقين واللاحقين.

قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: لا والله لا يكون منهم من يتناولهم وكان في قلبه الغل عليهم. رواه ابن مردويه.

وسيأتي أنَّ الأبدال ما نالوا الذي نالوه إلا بسلامة الصدور، وهذه الخصلة تسبق بصاحبها أهل الصيام والقيام، والنفقات والصدقات.


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٣٨٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>