للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله تعالى عنهم.

ثم لما كانت المحبة التي تترتب على السماع والإخبار، كما قيل:

والأذن تعشق قبل العين أحياناً (١)

أبلغَ وأعجب من المحبة التي تترتب على الصحبة واللقي ومشاهدة الذات، وملاحظة الصفات لخفاء سبب الأولى، وظهور سبب الثانية، فكانت الأولى أعظم ثواباً، وأبلغ أجراً، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "طُوْبَىْ لِمَنْ رآنِيْ وَآمَنَ بِيْ مَرَّةً، وَطُوْبَىْ لِمَنْ لَمْ يَرَنيْ وآمَنَ بِيْ سَبع مَرَّاتٍ". رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث أنس رضي الله تعالى عنه.

وهو والبخاري في "تاريخه"، وابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه" من حديث أبي أمامة رضي الله تعالى عنهما (٢).

وروى الإمام إسحاق بن راهويه، والحافظ سعيد بن منصور


(١) عجز بيت لبشار بن برد، وصدره:
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٣/ ١٥٥)، عن أنس، ورواه هو أيضاً عن أبي أمامة (٥/ ٢٤٨).
ورواه الإمام أحمد في "المسند" (٥/ ٢٥٧)، والبخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ٢٧)، وابن حبان في "صحيحه" (٧٢٣٣)، من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه -. ورواه الحاكم في المستدرك (٦٩٩٤) من حديث عبد الله بن بسر - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>