للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَوْلَى النَّاسِ بِاللهِ مَن بَدَأَهُم بِالسَّلامِ" (١).

ورواه الترمذي وحسنه، ولَفظهُ: قيل: يا رسول الله! الرجلان يلتقيان، أيهما يبدأ بالسلام؟ فقال: "أَوْلاهُمَا بِاللهِ" (٢)؛ أي: أقربهما إليه لأنه مِنْ وَلِيَ: إذا قَرُبَ.

وروى البيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُكْثِرُوا الكَلامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ؛ فَإِنَّ كَثْرَةَ الكَلامِ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللهِ قسوةُ القَلْبِ، وَإِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِن اللهِ القَلْبُ القَاسِي" (٣)؛ أي. ذو القلب القاسي.

ومفهومه أن القلب الرحيم اللين قريب من الله تعالى.

وكلما كان أرحم وأعطف كان أقرب، وفي كتاب الله تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: ٥٦].

فإذا كان المحسن قريباً من رحمة الله تعالى لإحسانه، فقربه من رحمته عين قربه منه.

وروى هنَّاد بن السَّري في "الزهد" عن عبيد بن عمير رحمه الله - مرسلاً - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا ازْدَادَ رَجُلٌ مِن السُّلْطَانِ قُرْبًا إِلا ازْدَادَ عَن اللهِ بُعْدًا، وَلا كَثُرَتْ أتبَاعُهُ إِلا كَثُرَتْ شَيَاطِيْنُهُ، وَلا كَثُرَ مَالُهُ


(١) رواه أبو داود (٥١٩٧).
(٢) رواه الترمذي (٢٦٩٤).
(٣) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>