للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى ابن أبي شيبة، والإمام أحمد، والترمذي وحسنه، وابن حبان، والحاكم وصححاه، والبيهقي في "شعب الإيمان"، وآخرون من طريق سعيد مولى طلحة، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كَانَ ذُوْ الكِفْلِ مِنْ بَنِي إسْرَائِيْلَ" (١).

ورواه ابن مردويه عن نافع، عن ابن. عمر، ولفظه: "كَانَ ذُوْ الكِفْلِ مِن بَنِي إِسْرَائِيْلَ لا يَتَورَّعُ مِنْ ذَنْب عَمِلَهُ، فَأَتَتْهُ امْرَأةٌ، فَأَعْطَاهَا سِتِّينَ دِيْنَارًا عَلَى أَنْ يَطَأَهَا، فَلَمَّا قَعَدَ مِنْهَا مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِن امْرَأَتِهِ أَرْعَدَت، وَبَكَتْ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيْكِ؟ أَكْرَهْتُكِ؟ قَالَتْ: لا، وَلَكِنَّهُ عَمَلٌ مَا عَمِلْتُهُ قَطُّ، وَمَا حَمَلَنِي عَلَيْهِ إِلا الْحَاجَةُ، فَقَالَ: تَفْعَلِيْنَ أَنْتَ هَذَا وَمَا فَعَلْتِ؟ اذْهَبِي فَهِيَ لَكِ، وَقَالَ: وَاللهِ لا أَعْصِي اللهَ بَعْدَهَا أَبَدًا، فَمَاتَ مِن لَيْلَتِهِ، فَأَصْبَحَ مَكْتُوْباً عَلَى بَابِهِ: إِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لِلكِفْلِ، أَوْ قَالَ: لِذِي الكِفْلِ (٢) (٣).


= وثواب عمله كان ضعف عمل غيره، وضعف ثواب غيره، ولقد كان في زمنه أنبياء على ما روي ومن ليس بنبي لا يكون أفضل من الأنبياء.
وثانيها: أنه تعالى قرن ذكره بذكر إسماعيل وإدريس والغرض ذكر الفضلاء من عباده ليتأسى بهم، وذلك يدل على نبوته.
وثالثها: أن السورة ملقبة بسورة الأنبياء، فكل من ذكره الله تعالى فيها فهو نبي.
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢٣)، والترمذي (٢٤٩٦) وحسنه، وابن حبان في "صحيحه" (٣٨٧)، والحاكم في "المستدرك" (٧٦٥١)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧١٠٩).
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (٥/ ٦٦٥).
(٣) قال ابن الجوزي في "زاد المسير" (٥/ ٣٨٠): الحديث معروف، وقد=

<<  <  ج: ص:  >  >>