للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى كونهم أفضل أهل الإيمان إيمانا: أبلغ، وأعجب - كما تقدم -.

وكما في حديث آخر ممن رواه الحسن بن عرفة، وصححه الحاكم على شرط الشيخين، وأقرَّه ابن حجر العسقلاني في "أماليه" (١)، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَيُّ الْخَلْقِ أَعْجَبُ إِلَيْكُمْ إِيْماناً؟ " قالوا: الملائكة عليهم السلام، قال: "وَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُوْنَ وَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ! " قالوا: فالأنبياء عليهم السلام؟ قال: "وَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُوْنَ وَالْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِمْ! " قالوا: فنحن؟ قال: "وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُوْنَ وَأنا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ! أَلا إِنَّ أَعْجَبَ الْخَلْقِ إِيْماناً قَوْمٌ يَأْتُوْنَ مِنْ بَعْدِكُمْ يَجِدُوْنَ صُحُفاً فِيْها كِتابٌ يُؤْمِنُوْنَ بِما فِيْهِ" (٢).

وروى البزار نحوه من حديث أنس - رضي الله عنه - (٣)، ورجاله ثقات إلا سعيد


(١) انظر: "الأمالي المطلقة" لابن حجر (ص: ٣٩).
(٢) لم يروه الحاكم، وإنما الذي عند الحاكم الحديث المتقدم عن عمر، قال ابن كثير في "التفسير" (١/ ٤٣) - بعد أن ذكر الحديث بسنده -: قال أبو حاتم الرازي: المغيرة بن قيس البصري منكر الحديث، قال ابن كثير: ولكن قد روى أبو يعلى في "مسنده" وابن مردويه في "تفسيره" والحاكم في "مستدركه" من حديث محمد بن حميد - وفيه ضعف -، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله أو نحوه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد روي نحوه عن أنس بن مالك مرفوعاً. قلت: رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٦/ ٥٣٨).
(٣) روى البزار في "المسند" (٧٢٩٤) وقال: غريب، قال الهيثمي في "مجمع=

<<  <  ج: ص:  >  >>