للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروى أبو حفص بن شاهين، وأبو موسى المديني عن الجذع - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خَيْرُ أُمَّتِيْ الذِيْنَ لَمْ يُعْطَوْا فَيبَطَرُوْا، ولَمْ يُمْنَعُوْا فَيَسْألوْا".

وفي رواية: "ولَمْ يُقتَّرْ عَليْهِمْ فَيَسْأَلوْا" (١).

أي: لم يعطوا من الدنيا ما يبطرهم فيبطروا، ولم يمنعوا مما يحتاجون إليه، ولم يضيق عليهم في معيشتهم فيسألوا، بل رزقهم كفاف، ومعيشتهم على قدر كفايتهم.

كما روى ابن أبي شيبة عن أبي الصَّهباء رحمه الله قال: طلبت المال من حلِّه فأعياني إلا رزق يوم بيوم، فقلت: إنه قد خير لي؛ فأيم الله! ما من عبد أتى برزق يوم بيوم فلم يظن أنه قد خير له إلا كان عاجزاً أو غبي الرأي (٢).

وروى الديلمي عن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خَيْرُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ فَقِيْرٌ يُعْطَى جُهْدَه" (٣).

وهو بفتح الجيم، وضمها، كما في "القاموس"؛ أي: طاقته (٤).


(١) ورواه المحاملي في "أماليه" (ص: ٤٠٦)، وذكره ابن الأثير في "أسد الغابة" (ص: ٤٠٣) من طريق ابن شاهين.
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٥٤٩٠).
(٣) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٢٨٩٣)، ورواه الطيالسي في "مسنده" (١٨٥٢) ولفظه: "أفضل الناس رجل يعطي جهده".
(٤) انظر: "القاموس المحيط" للفيروز آبادي (ص: ٣٥١) (مادة: جهد).

<<  <  ج: ص:  >  >>