للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ميراث، ولا وحشة أشد من العجب (١).

وروى ابن الجوزي في "الصفوة" عن أبي الحسن بن سمعون رحمه الله قال: الخير كله في هذا الزمان: تركُ ما الناس عليه، ومصُّ النَّوى، وسَفُّ (٢) الرمل (٣).

وروى أبو بكر بن لال في "مكارم الأخلاق" عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "جُعِلَ الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي الرَّبْعَةِ" (٤).

ووَجهه أَن الرَّبْعَةَ أقرب إلى الاعتِدَالِ من الطَّويْل ومن القصير؛ لأن اعتِدَالَ الْجَسَدِ يَدل على اعتدَالِ الخلقِ والخلق، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - رَبعة في الرجال.

ولو قيل: إنَّ الألف واللام في الحديث للعهد، وإن المراد بالربعة هو - صلى الله عليه وسلم - لم يبعد.

وكذلك ينبغي أن تعلم أن خير ما يكون العبد إذا كان كهلاً في سن الأربعين.

ومن هنا تنبأ بها الأنبياء عليهم السلام.

وإذا بلغ المرء الأربعين ولم يعتدل، دلَّ ذلك على فساد مزاجه


(١) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (٤٦٦١).
(٢) أي كله يابساً.
(٣) رواه ابن الجوزي في "صفوة الصفوة" (٢/ ٤٧٤).
(٤) ورواه أبو نعيم في "دلائل النبوة" (١/ ٢٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>