للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله تعالى كل كتاب أنزله، فظالمهم مغفور له، ومقتصدهم يحاسب حساباً يسيرًا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب (١).

وفي الحديث المرفوع ما يؤيده.

وروى الإمام أبو نعيم الأصبهاني عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ مُوْسَىْ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِ التَّوْراةُ، وَقَرَأَهَا، فَوَجَدَ فِيْها ذِكْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، قالَ: يا رَبِّ! إِنِّيْ أَجِدُ فِيْ الأَلْواحِ أُمَّةً هُمُ الآخِرُوْنَ السَّابِقُوْنَ، فَاجْعَلْها أُمَّتِيْ، قالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ"، الحديث.

إلى أن قال فيه "قال: رَبِّ! إِنِّيْ أَجِدُ فِيْ الأَلْواحِ أُمَّة يُؤْتَوْنَ الْعِلْمَ الأَوَّلَ، وَالْعِلْمَ الآخِرَ، فَيَقْتُلُوْنَ قُرُوْنَ الضَّلالَةِ، وَالْمَسِيْحَ الدَّجَّالَ، فَاجْعَلْها أُمَّتِيْ، قالَ: تِلْكَ أُمَّةُ أَحْمَدَ" (٢)، الحديث.

ولا شك أن في توريث الأمة الكتاب، والعلم الأول تكريماً لهم وتزكية، وأي زكاة أعظم من زكاة العلم، والاطلاع على أسرار المعرفة، وحقائق التوحيد.

ولا شك أن من أكثر علمه أكثر عمله، ونمت أحواله، وإلا لم يكن علمه معتداً به، ولا ملتفتاً إليه.


(١) رواه الطبري في "التفسير" (٢٠/ ٤٦٥)، وابن أبي حاتم في "التفسير" (١٠/ ٣١٨١).
(٢) رواه أبو نعيم في "حديث أبي نعيم عن أبي علي الصواف" (ص: ٢)، والبيهقي في "دلائل النبوة" (١/ ٣٧٩) من قول وهب بن منبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>