للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى الخلال في "كرامات الأولياء"، والديلمي عن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الأَبْدَالُ أَرْبَعُوْنَ رَجُلًا وَأَرْبَعُوْن امْرَأَةً، كُلَّمَا مَاتَ رَجُل أَبْدَلَ اللهُ مَكَانهُ رَجُلاً، وَكُلَّمَا مَاتَت اِمْرَأة أَبْدَلَ اللهُ مَكَانهَا اِمْرَأة" (١).

وهذا الحديث فيه أنَّ في النساء أبدالاً، ولا يصح كونهن أبدالاً عن الأنبياء؛ لأن النساء لا نبيَّةَ فيهنَّ على الأصح، وإنما أبدالهن من تبدلت أخلاقهن الحسنة عن أخلاقهن السيئة.

ولا يعارض هذا حديث: "كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيْر وَلَمْ يَكْمُل مِنَ النِّسَاءِ إِلا أَرْبَع" (٢)؛ فإنَّ أبدال النسوة باعتبار ما يليق بحالهن، ولا يَبْلُغن من الكمال ما بلغ الرجال إلا قليلاً لغلبة الشهوة والهوى عليهن أكثر من غلبته على الرجال.

وروى الطبراني في "الكبير" عن عوف بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -


= فيهم قول علي - رضي الله عنه -: أنه بالشام يكون الأبدال، وأيضًا فإثباتهم كالمجمع عليه بين علماء المسلمين وصلحائهم، وأما الأوتاد والنجباء والنقباء، فقد ذكرهم بعض مشايخ الطريقة، ولا يثبت ذلك.
قال ابن القيم في "المنار المنيف" (ص: ٣٦): ومن ذلك أحاديث الأبدال والأقطاب والأغواث والنقباء والنجباء والأوتاد كلها باطلة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقرب ما فيها: "لا تسبوا أهل الشام، فإن فيهم البدلاء، كما مات رجل منهم أبدل الله مكانه رجلًا آخر، ذكره أحمد، ولا يصح أيضًا.
(١) رواه الديلمي في "مسند الفردوس" (٤٠٥).
(٢) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>