للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحت أخلاق الأنبياء عليهم السلام، وجميع أخلاق النبيين مندرجة في أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - كما علمت ذلك مما تقدم.

وقد أثنى الله تعالى على خلقه - صلى الله عليه وسلم - فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤].

وروى مسلم عن سعيد بن هشام، قال: دخلت على عائشة رضي الله عنها فسألتها عن أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: كان خلقُه القرآن (١).

وقد ظهر بذلك أنَّ من عمل بالقرآن العظيم وتَخَلق بما فيه كان متشبهاً بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

وقد روى وكيع في "تفسيره": أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ حَفِظَ القُرْآنَ فَقَد أُدْرِجَتِ النُبُوَّةُ بَيْنَ جَنْبَيْهِ غَيْرَ أَنه لا يُوْحَى إِلَيْهِ" (٢).

ورواه الطبراني، والحاكم وصححه، والبيهقي من حديث عبد الله ابن عمرو - رضي الله عنهما -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَقَدْ اسْتَدْرَجَ النُّبُوَّةَ بَيْنَ جَنْبَيْهِ غَيْرَ أَنَّهُ لا يُوْحَى إِلَيْهِ، وَمَنْ قَرَأَ القُرْآنَ فَرَأَى أَنَّ أَحَدًا أُعْطِيَ أَفْضَلَ مِمَا أُعْطِيَ فَقَدْ عَظمَ مَا صَغَرَ اللهُ وَصَغَرَ مَا عَظَّمَ اللهُ، وَلَيْسَ يَنْبَغِي لِصَاحِبِ القُرْآنِ أَنْ يَجِدَّ مَعَ مَنْ جَدَّ، وَلا يَجْهَلَ مَعَ مَنْ جَهِلَ وَفِي جَوْفِهِ كَلامُ اللهِ" (٣).


(١) رواه مسلم (٧٤٦).
(٢) ورواه موقوفًا ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٢٧٥)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٩٩٥٣)، وأبو عبيد سلام في "فضائل القرآن" (١/ ١٠٨).
ولعل الصواب من رواه موقوفًا.
(٣) ورواه الحاكم في "المستدرك" (٢٠٢٨)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٢٥٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>