للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَا لِلطَّبِيْبِ يَمُوْتُ بِالدَّاءِ الَّذِيْ ... قَدْ كانَ يُبْرِيْ مِنْهُ فِيْما قَدْ مَضَىْ

ذَهَبَ الْمُداوِيْ وَالْمُداوَىْ والَّذِيْ ... جَلَبَ الدَّواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اشْتَرَىْ

وفي "الحلية" عن الربيع بن خُثيم - أيضاً - قال: عجبت لملك الموت، وإتيانه ثلاثة:

١ - مَلِك ممتنع في حصونه، فيأتيه فينزع نفسه، ويدع مُلْكَه خلفه.

٢ - ومسكين منبوذ بالطريق يقذره الناس أن يدنوا منه، لا يقذره ملك الموت، فينزع نفسه.

٣ - وطبيب نحرير يداوي الناس، فيأتيه فينزع نفسه، ويدع طبه خلفه (١).

ووجه تعجبه من إتيان ملك الموت هؤلاء الثلاثة: أن الموت رصد لهم، والملك غافل عنه لشغله بملكه، والفقير ناس له لاشتغاله بالفقر، وخوفه مما يترتب عليه من جوع، أو عري، أو غيرهما، والطبيب مشغول بتشخيص علل غيره، وعلاجه، وسعيه في نفع من سواه، فجاءه الموت فأبطل حركته، وعطَّل علاجه، ولم يمكنه دفعه عن نفسه، وجاء المسكين فأخذه قبل نزول ما كان يتوقعه من المكروه، وجاء الملك فأخلى منه


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٢/ ١١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>