للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَقوْمُ إِلَى هَذَا حَيْثُ رَآنِي كَفَفْتُ يَدَي عَنْهُ فَيَقْتُلَهُ قالوا: وما يُدرينا ما في نفسك يا رسول الله، هلاَّ أومأتَ إلينا بعينك، قال: "إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُوْنَ لَهُ خَائِنَةُ الأَعْيُنِ" (١).

وفي حديث آخر أخرجه أبو داود، والترمذي عن أنس - رضي الله عنه - في قصة رجل من الكفار كان نذر بعض الصحابة أن يضرب عنقه، ثم جاء الرجل تائبًا، فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يبايعه، وتوقف الذي كان نذر عن قتله، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لا يفعل شيئًا بايعه، فقال الرجل: نذري؟ فقال: "إِنِّي لَمْ أُمْسِكْ عَنْهُ مِنْذُ اليَوْم إِلا لِتُوْفِي بِنَذْرِكَ فقال: يا رسول الله! ألا أومضت إلي؟ فقال: "إِنَّهُ لَيَسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُومِضَ" (٢).

وفي حديث أخرجه ابن سعد عن سعيد بن المسيب - مرسلاً - في قصة ابن أبي سرح وتوقف النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مبايعته ليقتله أنصاري كان نذر أن يقتله، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للأنصاري: "فَهَلا وَفَّيْتَ بِنَذْرِكَ قال: يا رسول الله! انتظرتك فلم تُومض لي، فقال: "الإِيْمَاءُ خِيَانةٌ، وَلَيْسَ لِنَبِيٍّ أَنْ يُوْمِئَ" (٣).

يقال: أومض الرجل: أشار إشارةً خفية كما في "القاموس" (٤).


(١) رواه أبو داود (٤٣٥٩)، والنسائي (٤٠٦٧)، والحاكم في "المستدرك" (٤٣٦٠).
(٢) رواه أبو داود (٣١٩٤) واللفظ له، وروى الترمذي (١٠٣٤) أصل الحديث مختصراً.
(٣) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٢/ ١٤١).
(٤) انظر: "القاموس المحيط" (ص: ٨٤٧) "مادة: ومض".

<<  <  ج: ص:  >  >>