للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خرجت في عين (١) آدم شأفةٌ -يعني: بثرة -، فصلَّى صلاة فانحدرت إلى صدره، ثم صلى صلاةً فانحدرت إلى الحقو، ثم صلى صلاةً فانحدرت إلى الكف، ثم صلى صلاةً فانحدرت إلى الإبهام، ثم صلى صلاة فذهبت (٢).

وروى الإِمام عبد الله بن المبارك في "الزهد" عن عبد الله بن عمرو -أيضًا- قال: إن آدم عليه السلام خرجت به شأفة في إبهام رجله، ثم ارتفعت إلى أصل قدميه، ثم ارتفعت إلى ركبتيه، ثم ارتفعت إلى حقويه، ثم ارتفعت إلى أصل عنقه، فقام فصلى فنزلَتْ إلى منكبيه، ثم صلى فنزلت إلى حقويه، ثم صلَّى فنزلت إلى ركبتيه، ثم صلى فنزلت إلى قدميه، ثم صلَّى فذهبت (٣).

قال في "القاموس": الشأفة: قرحة تخرج في أصل القدم، فتُكوى فتذهب، وإذا قُطعت مات صاحبها (٤).

وعليه: فتكون الشأفة في العين مستعارة من الشأفة التي في القدم، سُميت باسمها لتشابههما.

والمراد بها البثرة كما فسرها الراوي في أثر عبد الرزاق، ويجمع


(١) في "المصنف": "عنق".
(٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (١٤٦).
(٣) رواه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٣٢٠).
(٤) انظر: "القاموس المحيط" (ص: ١٠٦٣) (مادة: شأف).

<<  <  ج: ص:  >  >>