للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آدَمُ الْخَطِيْئَةَ قَالَ: يَا رَبِّ! أَسْألُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم - لَمَا غَفْرَتَ لَي، فَقَالَ اللهُ: يَا آدَمُ! وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّداً وَلَمْ أَخْلُقْهُ؟ قَالَ: يَا رَبِّ لَمَّا خَلَقْتَنِيْ بِيَدِكَ، وَنفخْتَ فِيَّ مِنْ رُوْحِكَ، رَفَعْتُ رَأسِيَ فَرَأَيْتُ عَلَىْ قَوَائِمِ العَرْشِ مَكْتُوْبًا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُوْلُ اللهِ، فَعَرَفْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ إِلاَّ أَحَبَّ الخَلْقِ إِلَيْكَ، فَقَالَ اللهُ: صَدَقْتَ يَا آدَمُ، إِنَّهُ لأَحَبُّ الخَلْقِ إِلَيَّ؛ إِذْ سَأَلْتَنِيْ بِحَقِّهِ فَقَدَ غَفَرْتُ لَكَ، وَلَوْلاَ مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ" (١).

وقال طائفة من المفسرين: إن الكلمات التي تلقاهن آدم عليه


(١) رواه الحاكم في "المستدرك" (٢/ ٦٧٢) عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -. وكذا رواه البيهقي في "دلائل النبوة" (٥/ ٤٨٩) وقال: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه عنه، وهو ضعيف. وقال شيخ الإسلام في "التوسل والوسيلة" (ص: ٨٥): ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه، فإنه نفسه قد قال في كتاب "المدخل إلى معرفة الصحيح من السقيم": عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روى عن أبيه أحاديث موضوعة لا يخفى على من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه، قلت -الكلام لشيخ الإسلام -: وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف باتفاقهم يغلط كثيراً، ضعفه أحمد بن حنبل وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي والدارقطني وغيرهم، وقال أبو حاتم بن حبان: كان يقلب الأخبار وهو لا يعلم حتى كثر ذلك من روايته، من رفع المراسيل وإسناد الموقوف، فاستحق الترك. وأما تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث وأمثاله فهذا مما أنكره عليه أئمة العلم بالحديث، وقالوا: إن الحاكم يصحح أحاديث وهي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>