للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعَلَىْ عِبادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ" (١)، وذلك - أيضا - من جملة أفضال هذه الأمة على مَنْ تقدمهم، ومن هداياهم الواصلة إليهم على ممر الأيام والليالي.

ولا شك أن هذا - أيضا - من جملة الحِكَم والفوائد التي استودعها الله تعالى في تأخير هذه الأمة عن سائر الأمم.

وفي حديث التشهد الصحيح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه من رواية ابن أبي شيبة، وغيره: أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "فَإِنَّكمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ - يَعْنِيْ: قَوْلَهُمْ فِيْ التَّشَهُّدِ: السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلَىْ عِبادِ اللهِ الصَّالِحِيْنَ - فَقَدْ سَلَّمْتُمْ عَلَىْ كُلِّ عَبْدٍ صالحٍ فِيْ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ" (٢)؛ يعني: من الملائكة والإنس والجن الموجودين والماضين.

ولا شك أن هذا أمر خاص بهذه الأمة مما فضِّلوا به على سائر الأمم، وللمصلي منهم بعدد كل صالح من الملائكة، وكل صالح وصالحة ممن تقدمه من الإنس والجن، وممن هو موجود حين صلاته منهم حسنات؛ لأن السلام على كل واحد منهم حسنة مستقلة.

وفي رواية مسلم: "فَإذَا قَالَها أَصابَتْ كُلَّ عَبْدِ صالحٍ فِيْ السَّماءِ وَالأَرْضِ" (٣).


(١) رواه البخاري (٧٩٧)، ومسلم (٤٠٢) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.
(٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٢٩٨٥)، والبخاري (١١٤٤)، والإمام أحمد في "المسند" (١/ ٤١٣).
(٣) رواه مسلم (٤٠٢) عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -.

<<  <  ج: ص:  >  >>