للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَرَّةٍ، أَوْ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ مَرَّةٍ" (١).

وروى ابن أبي الدنيا في كتاب "التوبة"، ومن طريقه الأصبهاني في "ترغيبه" عن أُبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ رَجُلاً طِوَلاً كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ (٢) كَثِيْرُ شَعْرِ الرَّأسِ، لاَ تُرَىْ عَوْرَتُهُ، فَلَمَّا ذَاقَ الشَّجَرَةَ سَقَطَ عَنْهُ رِياشُهُ فَكَانَ أَوَّلُ شَيءٍ بَدَا لَهُ مِنْ جَسَدِهِ أَنْ رَأَىْ عَوْرَتَهُ، فَلَمَّا رَآهَا انْطَلَقَ يَشْتَدُّ فِيْ الجنَّةِ، فَمَرَّ بِشَجَرَةٍ فَأَخَذَتْ بِشَعْرِ رَأسِهِ، فَذَهَبَ يُنَازِعُهَا، وَناَدَاهُ الرَّحْمَنُ عز وجل: يَا آدَمُ! أَمِنِّيْ تَفِرُّ؟ فَلَمَّا سَمعَ كَلاَمَ الرَّحْمَنِ قَالَ: لَسْتُ أَفِرُّ مَنْكَ وَلَكِنِّيْ أَسْتَحْيي مِنْكَ يَا رَبِّ، قَالَ: إِنْ أنَا تُبْتُ وَرَاجَعْتُ أَتَتُوْبَ عَلَيَّ؟ قَالَ: نعمْ يَا آدَمُ، قَالَ: فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيْمُ" (٣).

وقال الخرائطي في "اعتلال القلوب": أنشدنا أبو جعفر العدوي: [من المتقارب]


(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٢٦١)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٨٨٥)، وكذا رواه النسائي في "السنن الكبرى" (١٠٢٧٨) عن رجل من المهاجرين.
ورواه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" (٢/ ١٣٣) عن الأغر المزني - رضي الله عنه -.
(٢) أي: طويلة.
(٣) ورواه الإمام أحمد في "الزهد" (ص: ٤٨)، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (١/ ٣١) مع اختلاف يسير في الألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>