للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى أبو نعيم عن عكرمة رحمه الله قال: قال لقمان لابنه عليهما السلام: قد ذقت المرار فليس شيءٌ أمرَّ من الفقر، وحملتَ الحِمْل الثقيل فليس شيء أثقل من جار السوء، ولو أن الكلام من فضة لكان السكوت من ذهب (١).

ولقمان ليس بنبي على الأصح، وإنما أشرنا بكلامه إلى توارده هو وسليمان عليه السلام على هذه الحكمة، أو أن سليمان سمعها من لقمان فقررها؛ لأنَّ لقمان كان من أقران أبيه داود عليه السلام.

وقال عبد الله بن المبارك رحمه الله في المعنى، كما رواه عنه ابن أبي الدنيا وغيره: [من المنسرح]

جَرَّبْتُ نَفْسِيْ فَما وَجَدْتُ لَها ... [من] بَعْد تَقْوَى الإِلَهِ مِنْ أَدَبِ

فِيْ كُلِّ حالاتِها وَإِنْ كَرِهَتْ ... أَفْضَلَ مِنْ صَمْتِها عَنِ الْكَذِبِ

وَغِيْبَةِ النَّاسِ إِنَّ غِيْبَتَهُمْ ... حَرَّمَها ذُو الْجَلالِ فِيْ الْكُتُبِ

قُلْتُ لَها طائِعاً وَأُكْرِهُها ... الْحِلْمُ وَالْعِلْمُ زَيْنُ ذِيْ الأَدَبِ


(١) رواه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٣/ ٣٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>