كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

(٦) باب التشبه بالنبيين صلوات الله عليهم وسلامه عليهم أجمعين - ٧١ - ومنها: المحافظة على خصال الفطرة. - ج: 5 - ص: 110

وروى الترمذي وحسنه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقص أو يأخذ من شاربه، وكان إبراهيم خليل الرحمن يفعله (١).

وروى ابن أبي حاتم عن مجاهد رحمه الله قال: من فطرة إبراهيم عليه السلام غسل الذَّكَرِ والبراجم (٢).

وروى الإمام أحمد عن ابن عباس - رضي الله عنهما -: أنه قيل: يا رسول الله! لقد أبطأ عنك جبريل عليه السلام، قال: "وَلِمَ لا يُبْطِئُ عَنِّيْ وَأَنَتُمْ حَوْليْ لاَ تَسْتَنُّوْنَ - أَيْ: لاَ تَسْتَاكُوْنَ -، وَلاَ تُقَلّمُوْنَ، وَلاَ تَقُصُّوْنَ شَوَارِبَكُمْ، وَلاَ تُنَقُّونَ رَوَاجبَكُمْ؟ " (٣).

وهذا الحديث فيه دليل على أنَّ الأنبياء عليهم السلام أحق بهذه الخصال؛ لمخالطتهم جبريل عليه السلام.

وفيه دليل على أنَّ الجليس إذا كان متقذراً غير متنظف ضرَّ جليسه بحرمانه مخالطة الملائكة عليهم السلام، بل يضره بتكثيف روحانيته حتى إنه قد يبلغ به إلى أن يحول بين الروح وإدراك العلوم الروحانية والفهوم العرفانية كما يدل على ذلك ما رواه البيهقي في "الشعب" عن قيس بن حازم - رضي الله عنه - قال: صلى - صلى الله عليه وسلم - صلاةً فأوهم فيها، فَسُئِل فقال: "مَا

---

(١) رواه الترمذي (٢٧٦٠) وحسنه.
(٢) انظر: "الدر المنثور" للسيوطي (١/ ٢٧٥).
(٣) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٢٤٣)، وكذا الطبري في "المعجم الكبير" (١٢٢٢٤). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٥/ ١٦٧): فيه أبو كعب مولى ابن عباس، قال أبو حاتم: لا يعرف إلا في هذا الحديث.