للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأن الله تعالى ذكرهم في سورة الأنعام، وأثنى عليهم، ثم قال تعالى {ذَلِكَ} [الأنعام: ٨٨] أي: ما دان به هؤلاء الأنبياء عليهم السلام: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (٨٨) أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (٨٩) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} [الأنعام: ٨٨ - ٩٠].

فأمر الله تعالى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بالاقتداء بهداهم.

وأما قوله تعالى: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} [القلم: ٤٨]،

فهو نهي عن التشبه به في أمر خاص، وهو لا ينافي التشبه به في سائر أنواع الهدى.

قال قتادة في قوله تعالى: {وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ} [القلم: ٤٨]:

لا تعجل كما عجل، ولا تغاضب كما غاضب. رواه الإمام أحمد في "الزهد"، وغيره (١).

ثم المشار إليهم بقوله تعالى: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ} [الأنعام: ٨٩].

قال ابن عباس: هم أهل مكة (٢).

وقيل: هم قريش.


(١) ورواه الطبري في "التفسير" (٢٩/ ٤٥).
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "التفسير" (٤/ ١٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>