للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يكون محرماً: وهو ما اشتمل على غيبة مسلم غير معلن بفسق ولا متشكٍ من ظلمه، ولا مطلوب منه بيان حاله، أو على هجر مسلم، أو سخف، أو مجون يخل بالمروءة، أو قذف أو شتم لمعين، أو تحسين قبيح في الشرع كشرب الخمر والزنا واللواط، أو على كذب لغير مصلحة، أو على تشبيب بامرأة أجنبية أو زوجة معينة أو أمرد جميل، وما فيه استدعاء الشهوة إلى ما لا يحل له، أو على مدح ظالم أو الدعاء له؛ فإنَّ ذلك كله حرام.

ومن الورع أن لا نورد لهذا النوع مثالاً ولا نتلفظ به، ولعل معظم الأشعار التي يتعاطاها أهل هذه الأعصار لا تخلو من ذلك أو من شيء منه.

وكذلك لا يرغب المنسوب منهم إلى الفضل إلا في العلوم المتلاشية الداعية إلى المباهاة والمباراة والأغراض الفانية، فعلوم الدين قلَّ أو ذهب راغبوها، وعلوم الدنيا واللهو واللعب كثير بل غلب طالبوها.

ومما شاهدنا أن كتب الفقه والورع تدور بها السماسرة فلا يجدون لها طالباً، وكتب الشعر والهزل والغزل والتعمق في الإلحاد والزيغ لا تُعرض على أحد من غالب الناس إلا كان فيها راغباً، وقد قلت في المعنى: [من الخفيف]

كُتُبُ الْفِقْهِ وَالْحَدِيْثِ وَما لَمْ ... تَكُ وَفْقَ الْهَوى مِنَ الإِنْسانِ

<<  <  ج: ص:  >  >>