للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كريم العفو؟ هو إن عفا عن السيئات برحمته، ثم أبدلها حسنات بكرمه (١)

وفي بعض ذلك قدوة بنوح عليه الصلاة والسلام.

وروى ابن مردويه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَمَّا أُلقِيَ يُوْسُفُ فِيْ الجُبِّ أَتاهُ جِبْرِيْلُ عَلَيْهِمَا السَّلامُ فَقالَ لَهُ: يا غُلامُ! مَنْ أَلْقاكَ فِي الجُبِّ؟

قالَ: إِخْوَتِي.

قالَ: وَلِمَ؟

قالَ: لِمَوَدَّةِ أَبِي إِيَّايَ حَسَدُوْنِي.

قالَ: تُرِيْدُ الخُرُوْجَ مِنْ هَاهُنَا؟

قالَ: ذاكَ إِلَى إِلَهِ يَعْقُوْب.

قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ، يا بَدِيْعَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ أَن تَغْفِر لِي وَتَرْحَمَنِي، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجًا وَمَخْرَجًا، وَأَنْ تَرْزُقَنْي مِنْ حَيْثُ لاَ أَحْتَسِبُ.

فَقالَها، فَجَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ فَرَجًا وَمَخْرَجًا، وَرَزَقَه مُلْكَ مِصْرَ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ.

فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أَلِظُّوا بِهَؤُلاءِ الكَلِماتِ؟ فَإِنَّهُنَّ دُعاءُ المُصْطَفَيْنَ وَالأَخْيَارِ" (٢).


(١) انظر "العظمة" (٢/ ٥٢٧).
(٢) كذا عزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٥١١) إلى ابن مردويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>