كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه

(٦) باب التشبه بالنبيين صلوات الله عليهم وسلامه عليهم أجمعين - ١١٤ - ومن آدابهم: الإشارة إلى الحاجة دون التصريح في الدعاء إلا أن يكون الحال يقتضى الانبساط إلى الله تعالى، كما في قول أيوب عليه السلام: {مسني الضر وأنت أرحم الراحمين} [الأنبياء: ٨٣]. - ج: 5 - ص: 240

وقول موسى عليه السلام: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: ٢٤].

وقوله: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الشعراء: ٦٢].

وقول إبراهيم عليه السلام: {إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} [الصافات: ٩٩].

وقول يونس عليه السلام: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: ٨٧].

وذلك لأن الثناء على الغني من المحتاج دليل الطلب.

وقد روى الترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم وصححاه، عن جابر - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أَفْضَلُ الذِّكْرِ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَفْضَلُ الدُّعاءِ الحَمْدُ للهِ" (١).

وما أحسن ما قيل: [من الوافر]

أَأَذْكُرُ حاجَتِي أَمْ قَدْ كَفانِي ... حَياؤُكَ إِنَّ شِيْمَتَكَ الْحَياءُ

إِذا أَثْنَى عَلَيْكَ الْمَرْءُ يَوْماً ... كَفاهُ مِنْ تَعَرُّضِهِ الثَّناءُ (٢)

---

(١) تقدم تخريجه.
(٢) البيتان لأمية بن أبي الصلت، كما في "عيون الأخبار" لابن قتيبة (ص: ٣٣٠)، و"مكارم الأخلاق" لابن أبي الدنيا (ص: ١٤١).