هذه نبذة صالحة من أخلاق الأنبياء عليهم السلام، ولم أستوفِ جميع ما ورد في كل مقام، فينبغي لكل مؤمن أن لا يرغب عن الاقتداء بهم والاهتداء بهديهم إلا فيما نسخ من الشرائع بشريعة نبينا الخاتم الشافع - صلى الله عليه وسلم - وشرفه الله تعالى ومجد وعظم.
وقد قال الله تعالى:{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ}[البقرة: ١٣٠].
وهذه الآية كافية في الزجر والرَّدع عما يقع عن بعض الجهلاء ويتفق من بعض الأغبياء من قولهم: ما يوصلنا إلى مقام الأنبياء، أو إلى مقام الصحابة النبلاء، أو إلى مقام الأولياء الكملاء؟ إذا قيل لهم: افعلوا كذا فقد كان فلان النبي أو الصحابي أو الولي يعمل به، وربما نسب الكثير من أهل عصرنا من يأمر باتباع السلف في الاجتهاد والطاعة والورع والتقشف والقناعة إلى الجنون والرقاعة، وعللوا ذلك بتأخر الزمان واقتراب الساعة.
وهذا مكرٌ من الله تعالى وخذلان، وموافقة منهم لأهواء الشيطان، وطالما قيل لي: إذا دققت في الإرشاد وحمل الناس على السداد لقد حاولت محالاً، وادعيت تقريب ما هو أبعد من الثُّريا منالاً، وأنا أحتج بأدلةٍ سواطع وحجج قواطع.
- منها: إنَّ اليأس من رَوح الله باعتبار تأخر الزمان من جملة أخلاق أهل الغبن والخسران.
- ومنها: أحاديث صحت أسانيدها، وكثر على ألسنة العلماء