للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالأولى حمل أمرهم على أنهم ظَفِروا به مسنداً، ولم نظفر نحن به (١).

على أن لهذا الحديث شواهد سنوردها قريباً - إن شاء الله تعالى -.


(١) ما قاله المصنف هنا ليس بحسن؛ إذ لو اعتمدنا ما أقره المصنف أن نصحح الحديث بناء على ثقة من ذكره في كتابه، لضاعت جهود علماء الحديث سدى طوال قرون طويلة في بحثهم عن الرجال وتقصي أحوالهم، ولما كان لعلم الجرح والتعديل كبير فضل، ولضاعت خصيصة هذه الأمة في الإسناد، وكما قال ابن المبارك: "الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء". "مقدمة صحيح مسلم" (ص: ١٥).
وقال الزهري عندما سمع أبا فروة - يحدث بأحاديث دون إسنادها -: قاتلك الله يا ابن أبي فروة! ما أجرأك على الله! لا تسند حديثك! تحدثنا بأحاديث ليس لها خطم ولا أزمة. كما في "معرفة علوم الحديث" للحاكم (ص: ٦) وقال شعبة بن الحجاج: كل حديث ليس فيه: حدثنا وأخبرنا، فهو خل وبقل. كما في "الكامل" لابن عدي (١/ ٣٤).
وأما قول المصنف: "إن العلماء الذين نقلوه حديثا ثقات" فنحن لا نشك في ثقتهم ولكن عمن رووه! ؟
قال عبد الله بن عون: ذكر أيوب لمحمد حديث أبي قلابة، فقال: أَبو قلابة إن شاء الله ثقة رجل صالح، ولكن عمن ذكره أَبو قلابة؟ ! . كما في "الكامل" لابن عدي (١/ ١٤٧).
وقال أَبو إسحاق الطالقاني: سألت ابن المبارك قلت: الحديث الذي يروى "من صلى على أبويه" فقال: من رواه؟ قلت: شهاب بن خراش. فقال: ثقة، عمن؟ قلت: عن الحجاج بن دينار، فقال: ثقة، عمن؟ قلت: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. فقال: إن ما بين الحجاج بن دينار وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - مفاوز تنقطع فيها أعناق الإبل. كما في "مقدمة صحيح مسلم" (ص: ١٦).
قلت: هذا بين الحجاج بن دينار وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - فكيف بمن ذكرهم المصنف وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ ! .

<<  <  ج: ص:  >  >>