للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختيار العبد، وذلك بالتخلق وحمل النفس على الأخلاق الحسنة والخصال الحميدة مع سؤال الله تعالى التوفيق لذلك والمعونة عليه، وكلما حسَّن العبد أخلاقه قرب سمته وهديه من النبي - صلى الله عليه وسلم -.

ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَقْرَبُكُمْ مِنِّيْ مَجْلِسًا يَوْمَ القِيَامَةِ أَحْسَنكُمْ خُلُقًا". رواه ابن النجار في "تاريخه" من حديث علي - رضي الله عنه - (١).

فقرب العبد من نبيه - صلى الله عليه وسلم - يكون على حسب قربه منه في الخلق، واتباعه له فيه وفي غيره من الأعمال.

قال أنس - رضي الله عنه -: خدمت النبي - صلى الله عليه وسلم - ثماني حجج، فقال لي: "يَا أَنَسُ وَقِّرِ الكَبِيْرَ، وَارْحَمِ الصَّغِيْرَ تُرَافِقْنِي يَوْمَ القِيَامَةِ". رواه الخرائطي (٢).

وفي "صحيح البخاري"، وغيره عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيْمِ فَيْ الجَنَّةِ هَكَذَا"؛ وأشار بالسبابة والوسطى (٣).

وأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -، ولفظه: "كَافِلُ اليَتِيْمِ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِيْ الجَنَّةِ"؛ وأشار بالسبابة والوسطى (٤).


(١) ورواه الإمام أحمد في "المسند" (٢/ ٢١٧) لكن عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه -.
(٢) رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (ص: ٧٨)، وكذا البيهقي في "شعب الإيمان" (١٠٩٨١).
(٣) رواه البخاري (٤٩٩٨).
(٤) رواه مسلم (٢٩٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>