للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية عنه: فعرفت أن من لا يعرف الشر لا يعرف الخير (١).

وقال بعضهم في معناه: [من الهزج]

عَرَفْنا الشَّرَّ لا لِلشَّرِّ لَكِنْ لِتَوَقِّيْهِ ... وَمَنْ لا يَعْرِفِ الشَّرِّ مِنَ النَّاسِ يَقَعْ فِيْهِ

وروى الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزُّهد" عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى قال: ليس العالم الذي يعرف الخير من الشَّر، إنَّما العالم الَّذي يعرف الخير فيتبعه، ويعرف الشر فيجتنبه (٢).

ثم اعلم أن من لم يتخلق بأخلاق الله تعالى، ولا أخلاق عباده المخلصين فهو إما شيطان، وإما قرين شيطان.

قال الله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: ٣٦].

والمراد بالذكر: الطَّاعة؛ لما رواه الطبراني عن واقد - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال: "مَنْ أَطَاعَ اللهَ فَقَدْ ذَكَرَ اللهَ، وَإِنْ قَلَّتْ صَلاتُهُ، وَصِيَامُهُ، وَتلاوَتُهُ الْقُرْآنَ، وَمَنْ عَصَى اللهَ لَمْ يَذْكُرْهُ، وإِنْ كَثُرَتْ صَلاتُهُ،


(١) ذكره الغزالي في "إحياء علوم الدين" (١/ ٧٨).
(٢) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: ١٦٧)، وكذا أبو نعيم في "حلية الأولياء" (٧/ ٢٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>