للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ" (١)

أي: متشبه بالشيطان لأن ذلك من أعماله الخبيثة.

وروى عبد الرزاق عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري قال: بينما أبو سعيد رضي الله تعالى عنه يصلي، إذ جاء شاب يريد أن يمر قريبا من سترته -قال: وأمير الناس يومئذ مروان-، قال: فدفعه أبو سعيد حتى صرعه، قال: فذهب الفتى حتى دخل على مروان فقال: هاهنا شيخ مجنون دفعني حتى صرعني، قال: وكانت الأنصار يدخلون عليه يوم الجمعة، فدخل عليه أبو سعيد، فقال مروان للفتى: هل تعرفه؟ فقال: نعم، هو هذا الشيخ، قال مروان للفتى: تدري من هذا؟ قال: لا، قال: هذا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فرحب به مروان، وأدناه حتى قعد قريباً من مجلسه، فقال له: إن هذا الفتى يذكر أنك دفعته حتى صرعته، قال: ما فعلت، فرددها عليه وهو يقول: إنما دفعت شيطاناً، ثم قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِذَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْكَ وَبَيْنَ سُتْرَتك فَارْدُدْهُ، فَإِنْ أَبَى فَادْفَعْهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ" (٢).

فانظر كيف ألحق أبو سعيد - رضي الله عنه - المار بين يدي المصلي بالشيطان حتى قال: "ما دفعت إلا شيطاناً فجعله شيطاناً حقيقة أخذاً من الحديث: "فَإِنَّمَا هُوَ شَيْطَانٌ" لأنه فَعَلَ فِعْلَ الشيطان.


(١) رواه البخاري (٤٨٧)، ومسلم (٥٠٥).
(٢) رواه عبد الرزاق في "المصنف" (٢٣٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>