للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتطبب حتى مرت عليه امرأة أيوب عليه السلام أن من أعمال إبليس اللعين القعود على الطريق لغير حاجة، بل لمجرد العبث بالناس، والسخرية بهم، والأذية لهم، وهذا حال من يقعد الآن على أبواب بيوت القهوات في عصرنا هذا، وهو عمل شيطاني كما علمت.

وقد روى الشيخان، وغيرهما عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِيَّاكُم وَالْجُلُوْسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ، فَإِنْ أَبَيْتُمْ إلَّا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيْقَ حَقَّهَا؛ غَضَّ الْبَصَرِ، وَكَفَّ الأَذَى، وَرَدَّ السَّلامِ، وَالأَمْرَ بِالْمَعْرُوْفِ وَالنَّهْيَ عَنِ الْمُنْكَرِ" (١).

وعُلم أن من أخلاقه التطبب بغير علم، والتشبع بما لم يملك.

وقد روى أبو داود، وابن السني، وأبو نعيم كلاهما في "الطب"، والحاكم وصححه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ تَطَبَّبَ وَلَمْ يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ قَبْلَ ذَلِكَ فَهُوَ ضَامِنٌ" (٢).

وروى مسلم عن عائشة، وهو والإمام أحمد، والبخاري، وأبو داود عن أختها أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهم - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الْمُتَشَبعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلابِسِ ثَوْبَيْ زُوْرٍ" (٣).


(١) رواه البخاري (٢٣٣٣)، ومسلم (٢١٢١).
(٢) رواه أبو داود (٤٥٨٦) وتوقف في صحته، والحاكم في "المستدرك" (٧٤٨٤)، وكذا النسائي (٤٨٣٠)، وابن ماجه (٣٤٦٦).
(٣) رواه مسلم (٢١٢٩) عن عائشة رضي الله عنها. =

<<  <  ج: ص:  >  >>