قال أبو الزناد: قلت له: كنت يومئذ صغيراً؟ قال: لا - والله - إنِّي لأعقل، وأحمل القربة. أخرجه أبو الحسين عبد الباقي بن قانع في "معجم "الصحابة" (١).
ثمَّ إن الطَّائعين ينقسمون إلى أربعة أصناف:
- أنبياء.
- وصدِّيقين.
- وشهداء.
- وصالحين ليسوا بأنبياء، ولا صدِّيقين، ولا شهداء، وهم مندرجون في الصالحين أيضًا.
وقد أشار إلى ذلك قوله تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩)} [النساء: ٦٩].
وهذه الآية من أصرح الأدلة على أن من تشبَّه بقوم كان معهم؛ لأنَّ طاعة الله جامعة لكل أخلاق الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وأعمالهم التي من جاء بها كان متشبِّهًا بهم.
ومهما كان العبد مطيعًا فقد تشبَّه بهم في الطاعة، ومن أطاع الله فهو
(١) رواه ابن قانع في "معجم الصحابة" (٢/ ١٠٩١)، والإمام أحمد في "المسند" (٣/ ٤٩٢)، والطبراني في "المعجم الكبير" (٤٥٨٢)، وقوَّى إسناده الذهبيُّ في "تاريخ الإِسلام" (١/ ١٥١).